رحلة مذهلة مع فراشة طائر الطنان
هي تحوم وتدندن ولكنها ليست طائر الطنان نفسه في الحقيقة. عندما تشاهدها تسمع صوت يشبه صوت الطنين ولكنك لا ترى صورة لطائر الطنان الحقيقي الذي تعرفه وتقوم ببعض المحاولات العابثة في أن تعرف مصدر هذا الطنين ولكنك تفشل في ذلك فهي نادرًا ما تظهر أمام العيان. في الحقيقة إنها ليسن طائر الطنان بل هي حشرة لها بعض الخصائص التي يمتلكها طائر فهي ليس لها أرجل الطيور أو تملك منقار مثلهم وفي الحقيقة تشبه الفراشات إلى حد كبير ولكنها ليست فراشة عادية
هذا النوع ليس منتشر بشكل كبير بمعنى أنه لا يمكنك أن تراه في أي مكان. تملك هذه الفراشة جسم الفراشة العادي ولها ملحق ممتد من رأسها والمستخدم للإمتصاص فيما يشبه خرطوم الفيل وهو يتكون من أنبوبتين منضمين معًا في خطاف واحد والمذهل أن الخطاف في الأصل رفيع جدًا لا يتعدى بضعة مليمترات ومع ذلك يضم أنبوبتين منفصلتين “هل تتخيل قطر الأنبوبة الواحدة منهما؟”
كما أنها تستطيع أن تضمه وتجعله يتمدد من أجل أن تستخدمه في إمتصاص الرطوبة وحبوب اللقاح من الورود كما يمكنها فصل الأنبوبتين وضمهما معًا في أنبوبة واحدة في بعض الأوقات إذا أرادت وفي هذه الحالة تشبه بشكل كبير طائر الطنان
كيف تتم عملية الإمتصاص؟
تم التعرف على كيفية إمتصاصها للقاح والرطوبة عن طريق بعض المحاولات التشريحية والتي كانت نتائجها غاية في الغرابة. بعد التجارب وُجد ما يشبه الكيس في رأس الفراشة والتي يمكنها أن تضمه أو تجعله يتمدد وعلى سبيل المثال عندما تريد الفراشة أن تمتص شيئًا ما تقوم الفراشة بتوسيع حجم هذا الكيس مما تبدأ على أثره عملية الإمتصاص.
الأكثر غرابة أن معظم الفراشات لا تمتلك تركيبة للفم لذلك فهي لا تتغذى بالشكل المعروف عند بلوغها ولكن الأنواع التي لها فم تستخدها في المضغ وليس مثل فراشتنا التي نتحدث عنها هنا فهي كما قلنا فراشة فريدة من نوعها
نعلم جميعًا أن الحشرات لا تفضل الطيران أثناء المطر ولكن هذه الفراشة تذهلنا بقدرتها على الطيران أثناء المطر فهي تعشق ذلك وتفضل الأيام التي تكون فيها الشمس مشرقة ولامعة ويتوقع العلماء أنها تستطيع رؤية الألوان بشكل يختلف عن باقي الحشرات التي لا ترى إلا ترددات معينة من الضوء فهي تحتاج إلى الألوان لكي تتعلم كيف تحصل على غذائها من الورود
في موسم التكاثر تبيض هذه الفراشة بيضتين لكل مجموعة بمجموع 4 مجموعات كل سنة وعندما تفقص البيوض يكون لون اليرقانات أصفر ثم تتحول تدريجيًا إلى اللون الأخضر ثم تمر بالمراحل العادية داخل الشرنقة بحيث تتحول إلى فراشة كاملة خلال 20 يومًا أو أكثر طبقًا لدرجة الدفء من حولها.
في الشتاء تبحث هذه الفراشات عن الأماكن الدافئة سواء في الأشجار أو حتى البنايات أو بين الصخور وان لم تحصل على الدفء في مكان مناسب تطير لكي تتغذى وتحصل على ما تريد
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق